خيول أنقذتها منظمة حي: شاي

إشتراه بعض الأطفال بشواقل قليلة من نيسيم، رجل يسكن في يافا الجزء القديم من تل أبيب، لقد تم إغلاق مكان نيسيم بعد أن إكتشفت الشرطه أنه يضع الخيل في ظروف مروعة، و يقتلهم بطريقة شنيعة، و يبيع لحمهم كلحم بقري في السوق، بينما توقف نيسيم عن بيع اللحم في السوق، إلا أنه استمر في شراء الخيل و الحمير المستهلكة و يتخلص منها بطريقة يراها مناسبة و عادة ما يبيعها كخيل لجر عربات الكارو بسعر رخيص، و كان لشاي الحظ السيء أن يكون واحد من هذه الخيول.

و الأطفال الذين اشتروه سكنوه في مكان إنتظار سيارات مظلم، و متسخ، و أطعموه من التبن ما وجدوه أردأ الأنواع و أرخصها، و لم يكترثوا بإزالة القطع الحادة منه أولا، و سريعا ما أصيب شاي بإالتهابات مؤلمة في فمه، و قدموا له القليل من التغذية و نقص وزن حي و أخذ يضعف من يوم إلى يوم، و عندما جرح أرجله، لم يلاحظ الأطفال هذا أو ربما لم يهتموا بالأمر، و استمروا في الركوب عليه، حتى بعدما أصبح أعرج و يسير بصعوبة شديدة.

و صار جرح شاي أسوأ و أصيب بالعدوى، و صنع خراجا كبيرا في الجزء الرخو من أرجله، و انتشرت العدوى حتى انتقلت عظمة أرجله 180 درجة، و جعلت السير أكثر صعوبة، و كان الأطفال يضربونه، و يصنعون ندبات على رأسه و جوانبه، و في النهاية عندما لم يعد صالحا لإستخدامهم، تركوه في الظلمة و الزبالة.

و انزعج صاحب مكان انتظار السيارات من حالة شاي، و سأل شخص يعرفه يهتم بالحيوانات يدعى أفي، و اتصل أفي بالطبيب البيطري المسئول عن منطقة تل أبيب، زفي جالين، الذي كالعادة رفض أن يتولى مسئولية أخذ شاي من معذبيه، لقد تجاهل جالين سلسلة طويلة من الشكاوي من أعمال نيسيم المروعة، سامحا بهذا له أن يتجاوز و يستهين بالقانون، فلماذا سيفعل شيئا الآن؟

حينئذ اتصل أفي بمنظمة حي، التي رتبت شراء الحصان من الأطفال، و نقله لمزرعة ريكي بشار، التي يعيش فيها الحصان "سبت" الذي تم إنقاذه قبلا الآن، فلقد رحل حصان لريكي كبير السن مؤخرا، و لحسن حظ شاي أن هناك مكان الآن معد له.

          سبت و شاي

قفز شاي من الشاحنة، و أخذ لمراعي العشب، شيئا لم يراه في حياته من قبل، و اتسعت عيناه في تعجب، لم يضيع الكثير من الوقت حتى رفع رأسه ساحبا اللجام من يد أفي، رافعا رأسه إلى السماء ليشتم هواء نقى متناسيا أي شيء حوله.

و بعد وقت، خرج سبت من الإسطبل لتقابل مع زميل الحقل الجديد، نظر سبت لشاي نظرة واحدة ، و تسابق حتى السور من بينهم حتى يقابله، ووقف الحصانان الخد مقابل الخد و المنخر مقابل المنخر، لوقت طويل، و كل شخص في المزرعة أنبهر من شدة المشاعر بينهم و أوقفوا ما كانوا يفعلون لينظروا هذا، هل كان سبت يطمئن شاي أن كل شيء سيصبح على ما يرام من الآن و صاعدا، و أنه في أيدي آمنة؟ هذا ما بدا للناظرين، و بعدما أنقذ سبت، صنع معه حصان ويلزي الأمر نفسه، معزيا إياه نفس تعزية، صارفا وقتا طويلا في وضع مشابه، قائما بدور المعالج لهذا الحصان الحزين، الذي عانى كثيرا و كان قريب من الموت، فهل كان سبت الآن يرد الجميل؟

تم فحص شاي بالأشعة و كشف عليه الطبيب البيطري، و عندما حاول الطبيب أن يقلم حافره الزائد، انفجر الخراج و خرج الدم منها، و تم علاج القدم و لفها بعصابة و أعطيت بعض الوقت للشفاء.

الآن قد شفيت الندبات التي على راس شاي و جوانبه، و زاد وزنه، وبرغم حافره الأيمن المشوه، يستطيع تقريبا أن يسير بشكل طبيعي، و بدون ألم، و شكرا للحوافر العظمية و التقليم المنتظم مع التحكم بالأشعة.

"شاى" يعني هدية باللغة العبرية، و قد أعطي هذا الحصان الجميل فرصة ثانية، و هي هبة الحياة، و شكرا لأعضاء منظمة حي المهتمين، من يجعلو كل ما نعمل ممكنا، و تكلفت إجراءآت علاج إصابة أرجل شاي 500 دولار في العام الواحد، و أكثر من 3000 دولار امريكي في العام لتكاليف الرعاية البيطرية و إقامة سبت، الذي كان عند انقاذه 250 رطلا أقل من وزنه الطبيعي، و ندبات على جسمه بالكامل، و مسامير دخلت إلى الجزء الرخو من قدمه لتثبيت قطع من الخشب لمنعه من الإنزلاق على الأسطح المنحدرة و هة يجذب أحمالا كبيرة.

  من فضلك أنظر الخيول التي إنقذت من عذاب رهيب – نهائيا لمعلومات جديدة عن معذب الحصان شاي.

من فضلك ساعد عمل منظمة حي لمعاملة أفضل لهذه الحيوانات الحساسة و الذكية، و سنبني ملجأ في اسرائيل حيث يكون هناك دائما مكان لرعاية الخيول و الحمير المجروحة و المعذبة.